1.
ولادته ونشأته:
كان والد يحيى مريضا مرضا طويلا وكان يقول: لا أموت حتى
يزداد عندي ولد يكون خليفتي من بعدي.
وقبل وفاته بخمسة أيام أي ليلة الجمعة ثامن ذي الحجة عام
935هـ أتوه وقالوا إن الولد الذي تنتظر قد ولد لك اليوم، فقال ائتوني به فأتوه به
فقال: اللهم اجعله خليفتي، اللهم ارزقه العلم والحلم والزهد، اللهم اجعله على
منهاج الاسلام..
ثم قال: أين أبو الطيب؟ فقال نعم يا أبي فقال له: أنت
الوصي على أخيك هذا وأنت كافله من بعدي وأنت خليفتي فيه، خذ أخاك وأمك وتوجه نحو
بلاد ملوية ولا تستقر حتى تصل إلى بلاد تقنطشة، فإنها بلاد مباركة وقد حبستها على
ولد يزداد عند أخيك واسمه الحسن بن يحيى.
2.
طلبه للعلم:
عمل أبو الطيب بوصية والده وتكفل بأخيه، وبعد أن بلغ
المترجم سنتين أخذه أخوه أبو الطيب هو وأمهما السيدة مريم وأتى بهما إلى بلاد
تقنطشة وبقي هناك إلى أن بلغ من العمر سبع سنين، فأخذه أبو الطيب وتوجه به نحو
مدينة فاس لطلب العلم.
ففي البستان الطيب: "وصار يقرأ القرآن والعلم على
أبي يعقوب الفاسي وكان هذا معروفا بالورع والزهد والبركة وانتفع به خلق كبير، وكان
أبو يعقوب يدني يحيى من دروسه دون من سواه من التلاميذ ويقول له أنت بلادك عطشانة
من العلم، فلازمه ستة عشرة سنة (16سنة)، وإلى أن نال منه العلم والفضل وأرسله إلى
بلاده.
3.
من مناقبه رحمه الله:
أنه كان وليا من الاولياء الاخيار والاتقياء والأبرار
يقوم الليل ويصوم النهار، كان عالما خاشعا ورعا زاهدا في الدنيا قد يؤتى بطعامه
عند الافطار فيعطيه للمحتاجين له كرمات وفضائل متداولة على الألسنة، ولعله المقصود
مع أخيه وغيرهما في كلام اليوسي السابق عندما قال: وسافرت إلى بلاد القبلة
للتعليم، فبعد أن ختمت القرآن العظيم الختمة الأولى سافرت مع معلمي القرآن فذهبت
معه لزيارة الولي الصالح أبي الطيب بن يحيى ومن معه في بقعته من الصالحين فزرناهم.
4.
وفاته رحمه الله:
توفي رحمه الله سنة 1012 هجرية ودفن بتقنطشة المذكورة
سلفا، وخلف أربعة أولاد هم: محمد والطاهر وأحمد والحسن الذي سنترجم له في المبحث
الثالث.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق