مقدمة عن سيدي يحيى

سيدي يحيى هو شقيق سيدي أبو الطيب الميسوري من أولاد يحيى بن صفية وأمهم بنت خال سيدي يحيى وهو محمد بن سليمان بن أبي سماحة.

فيحيى ابن يحيى لبنة أخرى في صرح هذا البيت الشريف الذي يصدق فيه ما قاله صاحب الدرر البهية:" إن البيوت إنما تعظم بأحد أمور أو بجلها أو بمجموعها كالعلم والولاية والثروة والجود والشجاعة وأشباهها، فبهذه الأمور وأشباهها يحصل المجد والسؤدد. والبيت عند العرب كما قال هشام بن عبد المالك بن مروان بما ذكرت البيوت عنده، هو ما كانت له سالفة ولاحقة وعماد حال ومساك دهر فإن كان كذلك فهو بيت قائم والسالفة ما سلف من شرف الآباء واللاحقة شرف الأبناء وعماد الحال الثروة ومساك الدهر الجاه.

وقد اجتمعت هذه الأمور كلها أو أغلبها في هذا البيت الذي هو من بيوت آل النبي صلى الله عليه وسلم ونال منها المترجم حظا وافرا كما سنرى، ومن ذلك ما صدر في حق ذريتهم من الظهائر التي تحض على توقيرهم واحترامهم وإسقاط جميع التكاليف المخزنية عنهم لضعفهم ومسكنتهم واجتهادهم في تعليم الدين والقراءة وتدريس العلم.

وهي كثيرة (أي الظهائر) نسوق نموذجا منها بخاتم السلطان المولى الحسن الأول ونصه:" يعلم من كتابنا هذا أسماه الله عز أمره وأطلع في فلك  في فلك السعادة شمسه المنيرة وبدره أننا بحول الله وقوته وشامل يمنه ومنته جددنا لحملته المتمسكين بالله ثم به المرابطين الأخيار أبناء الولي الصالح صاحب البرهان الواضح الشيخ سيدي أبي الطيب دفين ميسور نفع الله به حكم ما بأيديهم من ظهائر أسلافنا الكرام قدس الله أراحهم في دار السلام المتضمنة التوقير لهم والاحترام والحمل على كامل المبرة والاكرام والرعي الجميل المستدام فلا يطالبون بوظيف ولا يتام جنابهم بتكليف ولا تخرق عليهم عادة ولا يحدث في أمرهم نقص ولا زيادة تجديدا تام الرسم نافذ الحكم حسب الواقف عليه من خدامنا وعمالنا وولاة أمرنا العمل بمقتضاه ولا يتعداه.

صدر به أمرنا الشريف العزيز العالي بالله تعالى في التاسع عشر من عيد الفطر عام 1292.

إذا فيحيى علم من أعلام ميسور والمناطق المجاورة لها، بالضبط تاقنشط، استنار بعلمه السلف والخلف وكان له مثل ما لأخيه من التقدير والاحترام عند القادة والحكام وسائر الأنام.